Hukum Maulid Nabi Menurut Imam Syafi'i

مَن حرم ذكر الله عز وجل وذكر شمائل النبي صلى الله عليه وسلم في يوم مولده عليه السلام بحجة أن النبي عليه السلام لم يفعله ؟؟
فنقول له: هل تحرّم المحاريب التي في المساجد وتعتقد أنها بدعة ضلالة؟!

وهل تحرّم جمع القرءان في المصحف ونقطه بدعوى أن النبي لم يفعله؟!

فإن كنتَ تُحرّم ذلك فقد ضيقتَ ما وسع الله على عباده من استحداث أعمال خير لم تكن على عهد الرسول، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَن سَنّ في الإسلام سُنةً حسَنَةً فلَهُ أجرُها وأجْرُ مَن عَملَ بها بعده من غير أنْ ينقُصَ من أُجورهم شىء) 
رواه الإمام مسلم في صحيحه.

وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعدما جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح 
(نِعْمَ البدعة هذه) 
رواه الإمام البخاري في صحيحه.

ومن هنا قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: المُحدثـات من الأمور ضربان أحدُهما: ما أُحدث مما يُخالفُ كتابـًا أو سُنةً أو أثراً أو إجماعًا، فهذه البدعة الضـلالة
والثانيـة: ما أُحدثَ من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا وهذه مُحدثةٌ غير مذمومة.
 رواه الحافظ البيهقي في كتاب مناقب الشافعي ج 1 ص 469.

ومَن شاءَ فلينظُر ما ذكرَهُ الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله من أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعةٌ حسنة.

ولا تصحُ فتوى من أفتى بأن الاحتفالَ بذكرى المولد بدعةٌ محرمةٌ لما تقدم من الأدلة 
ومثل ذلك ذكرَ العلماء الذين تُعْتَمَدُ فتواهم كالحافظ ابن دحية والحافظ العراقي 
والحافظ السخاوي 
والحافظ السيوطي 
والشيخ ابن حجر الهيتمي 
والشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية الأسبق والشيخ مصطفى نجا مفتى بيروت الأسبق وغيرهم كثير.

وللحافظ السُّيوطيِّ رسالةٌ سماها حسنُ المقصِد في عملِ المولد بيّن فيها أن عملَ المولدِ منَ البدعِ الحسنةِ التي يُثاب عليها صاحبُها لما فيه منْ تعظيمِ قدرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

وبَيَّن السُّيوطيُّ أنّ أولَ مَن أحدثَ عملَ المولدِ الملكُ المظفرُ ملكُ إربل وكان منَ الملوكِ الأمجادِ والكبراءِ الأجوادِ وكانَ له ءاثارٌ حسنةٌ وهو الذي عمّر الجامعَ المظفريَّ بسَفْحِ قاسْيون.

وقال ابنُ كثيرٍ في تاريخِه عن هذا الملك كان يعملُ المولدَ الشريفَ في ربيعٍ الأول ويحتفلُ به احتفالاً هائلاً، وكان شهمًا شجاعًا بطلاً عالمًا عادِلاً رحمه اللهُ وأكرَمَ مثواه.

وقال ابنُ كثير: وقد صنفَ له الشيخُ أبو الخطابِ بنُ دحية مجلدًا في المولد سماه التنويرُ في مولدِ البشيرِ النذير وقد طالتْ مدتُه في المُلك إلى أن ماتَ وهو محاصِرٌ للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة محمودَ السيرة والسريرة، ولم يَعترِضْ عليهِ في هذا الفعلِ في عصرِه ولا فيما بعدَه أحدٌ منَ العلماءِ المعتبرينَ بلْ وافقُوا على ذلكَ ومدَحُوه لما فيه من البركةِ والخيراتِ.

Posting Komentar untuk "Hukum Maulid Nabi Menurut Imam Syafi'i"